تعدّ وفاة شخص قريب وعزيز حدثًا قاسيًا ومزعزعًا، وخاصّة عندما يكون الفقدان بصورة مفاجئة ويتعارض مع سيرورة الحياة الطبيعيّة. الفقدان الفجائيّ، نتيجة لحدث انتحار صادم، مخالفة التسبّب في الوفاة أو حوادث الطرق، تؤدي الى تعرّض الأسرة لأزمة عميقة بحيث يشكّل الحداد عبئا ثقيلا على كاهلها. وبالتالي، فإنّ المرافقة والمساعدة من قِبل الأشخاص ذوي الاختصاص، اعتبارًا من المراحل الأولى للفقدان، هي أمر بالغ الأهمّيّة لسيرورة المواجهة.
تدير وزارة العمل، والرفاه والخدمات الاجتماعيّة، بالتعاون مع مركز إيلا وجمعيّة ״من أجل الحياة"، ثمانية مراكز مساعدة على مستوى البلاد للأسر الثكلى إثر الموت الفجائيّ في أنحاء البلاد. نحن في مركز إيلا ندير أربعة مراكز للمساعدة- في حيفا، كفر كنّا، الخضيرة والقدس (كما تدير جمعيّة "من أجل الحياة" أربعة مراكز أخرى- في تلّ أبيب، أشكلون، بئر السبع والطيرة). تهدف مراكز المساعدة إلى مرافقة العائلات ودعمها في المجال العاطفيّ وفي تنظيم أنفسها بعد الفقدان. تقدّم الخدمة دون تكلفة.
الخدمات التي نقدّمها في هذا الإطار هي: مرافقة العائلات من قِبل أشخاص مهنيين ومنظومة متطوّعين، التوجيه إلى العلاج الفرديّ، الزوجيّ والأسريّ، المرافقة الروحانيّة، تفعيل مجموعات الدعم، وأنشطة جماهيريّة لأفراد العائلة والأشخاص المهنيين مثل: مراسم إحياء الذكرى، ورش في ظروف النقاهة وأيام دراسيّة. المساعدة والمرافقة القانونيّة تُمنح من قِبل قسم المساعدة القانونيّة في وزارة العدل (في مخالفات التسبّب في الوفاة فقط).
الناجون من المحرقة النازيّة نقدّم الرعاية للناجين من المحرقة النازيّة منذ عام 1979 وكنّا السبّاقين في إسرائيل في تقديم المساعدة النفسيّة لهم. المعهد العلاج يّنعرض الرعاية النفسيّة من قِبل طاقم مهنيّ وخبير، عبر مجموعة متنوّعة من التوجّهات في أنحاء البلاد.
عانى كلّ شخص في حياته من الفقدان والأزمات الكثيرة: وفاة شخص عزيز، الانفصال، فقدان الحمل والولادة الهادئة، ترك مكان العمل والتقاعد، الاكتئاب والقلق، فقدان الأداء، تساؤلات حول الميول والهويّة الجنسيّة، الصعوبات الاجتماعية وغيرها. في جميع هذه الحالات يمكن ويفضّل التوجّه إلى العلاج. العلاج النفسيّ ملائم للأشخاص في جميع الفئات العمريّة. يساعد المعالِج الشخص المتعالِج في فهم المشكلات، معالجة المشاعر المؤلمة والتعامل مع الحالات الصعبة بهدف تحسين جودة حياته. يمكن أن يكون العلاج قصير الأمد أو بعيد الأمد، فرديّا، مع الزوج/ ة أو أفراد الأسرة الآخرين. نقدّم أيضًا العلاج النفسيّ والاستشارة في موضوع تناول أدوية لعلاج الأزمات النفسية.
لدى مركز إيلا الطبي طاقم كبير من المعالجين المهنيّين ذوي خبرة في التوجّهات العلاجيّة المختلفة: العلاج الديناميكيّ النفسيّ، CBT، العلاج بالمعنى (المعنويّ)، العلاج بالسرد، العلاج الزوجيّ الأسريّ والجنسيّ، العلاج بالتعبير والإبداع والمرافقة الروحانيّة. يعمل الطاقم بحساسيّة وخصوصيّة، من دون قائمة انتظار وبمستوى خدمة عالٍ. يجري العلاج في أحد فروع المركز الستّة، في العيادات السريريّة في جميع أنحاء البلاد وإذا اقتضت الحاجة في منزل المتعالِج أيضًا. ثمّة خدمات علاجيّة مدعومة في المركز العلاجيّ للجمهور العامّ وكذلك للفئات السكّانيّة الخاصّة:
العلاج المجّانيّ للأسر التي فقدت أعزّاءها في أعقاب عمليّات القتل، حوادث الطرق أو الانتحار (مراكز المساعدة).
العلاج المجّانيّ للأسر الثكلى لجنود جيش الدفاع الإسرائيليّ بتمويل من وزارة الدفاع (للأشخاص الذين لم يحصلوا على الاستحقاق من الوزارة، هناك عدد أماكن محدود للسنة للعلاج المجّانيّ).
العلاج النفسيّ للأسر الثكلى على خلفيّة أمنيّة بتمويل من مؤسّسة التأمين الوطنيّ بتوجيه من مؤسّسة التأمين الوطنيّ.
العلاج النفسيّ للأشخاص الذين يعانون من الفقدان في أعقاب الأمراض أو الحوادث.
العلاج النفسيّ المجّانيّ للناجين من المحرقة النازيّة بتمويل سلطة حقوق الناجين من المحرقة النازيّة في وزارة الماليّة.
العلاج النفسيّ لأفراد أسر الناجين من المحرقة النازيّة.
العلاج النفسيّ للقادمين من هولندا.
العلاج النفسيّ للطلّاب من جميع المؤسّسات التعليميّة.
العلاج النفسيّ للجنود الوحيدين، بتوجيه من مركز الجنود الوحيدين باسم مايكل لفين.
العلاج النفسيّ لموظّفي شركة الكهرباء، قطار إسرائيل (بتوجيه من مكان العمل).
العلاج النفسيّ للجمهور العامّ.
بالإضافة إلى العلاج في عياداتنا السريريّة، نقترح العلاج الفرديّ، الزوجيّ أو الأسريّ عن بُعد، من خلال محادثة فيديو (عبر تقنيّة زوم أو سكايب)، من قِبل طاقم المعالجين لدينا. إحدى الإيجابيّات البارزة للعلاج عن بُعد هي إتاحة العلاج والمساعدة النفسيّة للأشخاص الذين لا يناسبهم إطار العلاج العاديّ أو غير متاح بالنسبة لهم. يتيح العلاج عن بُعد إمكانية أكبر للعلاج النفسيّ، داخل حياتنا المكثّفة والمكتظّة التي نحياها، بغض النظر عن البعد الجغرافيّ. عبر هذه الطريقة يمكن تلقّي العلاج من أيّ مكان وفي أيّ وقت يناسبنا، دون الحاجة للوصول بشكل فعليّ للعيادة السريريّة ومن دون المسّ بنجاعة العلاج. التوجّه إلى العلاج عن بُعد يعتبر أحيانًا تجربة ممكنة و "بسيطة" أكثر بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون الحواجز العاطفيّة في التوجّه إلى العلاج. يقدّم العلاج من قِبل طاقم المعالجين لدينا، المختصّين بأساليب علاجيّة مختلفة (العلاج النفسيّ، CBT، العلاج بالتعبير والإبداع) وأصحاب خبرة في علاج الأشخاص الذين عانوا من الفقدان والأزمات الحياتيّة. يمكن أن يكون العلاج فرديًّا، زوجيًّا (وجنسيًّا) أو عائليًّا.
تم إنشاء مركز "ايلا" في عام 1979 من قبل الهولنديين في إسرائيل ومن أجلهم، ومنذ ذلك الحين أصبح المجتمع الهولندي هدفًا رئيسيًا لأنشطتنا. يحق لأفراد المجتمع وعائلاتهم الحصول على رعاية صحية نفسية مدعومة وفردية وزوجية وعائلية في مركزنا، بلغتهم الأم أو بالعبرية في عياداتنا في جميع أنحاء البلاد أو في منزل المريض حسب الحاجة. يتم تقديم العلاج للجالية الهولندية بأكملها في إسرائيل بسعر مخفض. بالإضافة إلى ذلك، نحن ندير مجموعات اجتماعية للهولنديين في أجزاء مختلفة من البلاد. تساعد المجموعات الاجتماعية في الحفاظ على الارتباط بالثقافة واللغة والهوية الهولندية وتشكل موردًا اجتماعيًا ومجتمعيًا داعمًا. نعمل على تشغيل المتطوعين الاجتماعيين وتكييفهم مع الجمهور الهولندي الأكبر سنًا، لدينا مبادرات ونشاطات وبرامج وطنية للمجتمع الهولندي، بما في ذلك احتفالات ذكرى الهولوكوست ويوم البطولة، التي تُقام في وسط البلاد وفي حيفا. بالإضافة إلى ذلك، يقيم المركز أحيانًا "يومًا تطوعيًا" لمتطوعين.
كجزء من مجمل الخدمات في مركز إيلا نمنح إمكانيّة المرافقة الروحانيّة. نقطة الانطلاق في المرافقة الروحانيّة هي أنّ الشخص الذي يواجه التساؤلات الوجوديّة في اعقاب الفقدان يشعر بالحاجة إلى التواصل مع "الحيّز الروحانيّ"، حيث يمكنه أن يعثر هناك على الطاقة، المعنى، الأمل والشفاء. يجري في إطار عمليّة المرافقة الروحانيّة استخدام مجموعة متنوّعة من الآليّات، مثل: الإصغاء الشهادة على قصص من الحياة، قراءة النصوص، الإشارة إلى الفلسفة ووجهات النظر، إيجاد المعنى في الأغاني والألحان، الكتابة، خلق دعاء شخصيّ، الانتباه للجسم، التنفّس، الخيال وغيرها. المرافق الروحانيّ هو شخص محترف درس في مؤسّسات تأهيل معروفة وحصل على التأهيل من قِبل جمعيّة المرافقة الروحانيّة.
لمزيد من القراءة عن المرافقة الروحانيّة
نقيم الفعّاليّات التطوّعيّة في مراكز المساعدة للأسر التي عانت من الفقدان الفجائيّ. يُدمج في الفعّاليّات المتطوّعون الذين يرافقون أبناء الأسر الثكلى، بهدف مساعدتهم في مواجهة الفقدان. عانى معظم المتطوّعين بأنفسهم من الفقدان وهم معنيّون بالإسهام من خبرتهم ووقتهم للشركاء في المصير. يخضع المتطوّعون للتأهيل من قِبل طاقم مراكز المساعدة وتتمّ مرافقتهم طوال عمليّة التطوّع.
يدير مركز إيلا مجموعات علاجيّة ومجموعات اجتماعيّة مختلفة:
علاج جماعيّ لأبناء الجيل الثاني- يحمل أبناء الجيل الثاني معهم أحيانًا شحنة غير معالجة من المشاعر والأنماط التي انتقلت إليهم من الطفولة. تتيح المجموعة فهم تداعيات المحرقة النازيّة والحياة في ظلّها، عن حياة المشاركين، مع الاعتراف بالسمات المشتركة ومنح مشاعر الانتماء.
مجموعات دعم لأفراد الأسرة الذين عانوا من الفقدان الفجائيّ نتيجة للقتل، الانتحار أو حوادث الطرق- الفقدان الفجائيّ، يعتبر حدثًا صعبًا ومزعزعًا يتسبّب في جعل أفراد الأسرة يعانون من أزمة عميقة. المرافقة والمساعدة من قِبل ذوي الاختصاص، إلى جانب الدعم والاعتراف المتبادل للشركاء في المصير، تعدّ ضروريّة وذات أهمّيّة لسيرورة المواجهة. يتشارك الأصدقاء في تجاربهم الشخصيّة، في تعاملهم، ويتحدّثون عن الحياة في ظلّ غياب الشخص القريب.
مجموعات دعم للأهل الذين فقدوا طفلًا بسبب المرض- يتوفّى سنويًّا في إسرائيل الكثير من الأطفال نتيجة للمرض. يتلقّى الأطفال وأقارب عائلتهم خلال فترة الرقود الدعم والاحتضان الكبير من جهات عديدة. وبعد يوم من وفاة الطفل يظلّ الأهل لوحدهم مع ألمهم. تساعد المشاركة في مجموعة دعم الأهل الثكلى في عمليّة المواجهة بغية الاستمرار في الحياة إلى جانب الألم.
مجموعات إضافيّة تُفتح من وقت إلى آخر وفقًا للحاجة.
مركز إيلا هو منظّمة تتعلّم وتُعلّم تطوّر نماذج جديدة للمواجهة النفسيّة من أجل الارتقاء بالعلاج المهنيّ. اكتسبنا خلال سنوات عملنا الخبرة الكبيرة في مجالات العلاج، والمساعدة النفسيّة للناجين من المحرقة النازيّة، ومساعدة الأشخاص الذين عانوا من الفقدان والثكل وتفعيل المتطوّعين، ونطبّق هذه الخبرة في الإرشاد للطواقم والأفراد، الذين يعملون في مثل هذه المجالات. بالإضافة إلى ذلك، نقوم بتمرير ورش للطواقم في موضوع "إدارة الغضب". يشكّل مركز إيلا مكانًا للتأهيل العمليّ لطلّاب العمل الاجتماعيّ من جامعة تلّ أبيب ومكانًا للتخصّص للطلّاب من مختلف البرامج.
يضّطرّ طاقم الموظّفين أحيانًا إلى التعامل مع الأزمات، الفقدان وحالات الطوارئ في مكان العمل. يمكن أن يفقد الموظّفون زميل في الطاقم نتيجة لحادث طرق، انتحار، مخالفة التسبّب في الوفاة، حادث عمل أو في بيئة المنزل، الحريق، الغرق أو المرض. الطواقم التي تتعرّض للصدمة بحاجة إلى المعالجة في قت حقيقيّ، بعد وقت قصير من حدث الطوارئ، من أجل تفادي تطوّر متلازمة ما بعد الصدمة والمساعدة في التعامل مع تأثيرات الانكشاف لأحداث الطوارئ والضغط على حياة الموظّفين وأداء الطاقم. يمكن التوجّه إلينا بالنسبة لكلّ استفسار أو حاجة تطرأ في أعقاب حالة الطوارئ. وفقًا لطبيعة الحدث وطاقم الموظّفين يمكننا ملاءمة التدخّل الخاصّ.
الفقدان والثكل: نمرّر مجموعة متنوّعة من المحاضرات والورش في موضوع مواجهة الفقدان والثكل، يتمّ تمرير المحاضرات من قِبل طاقم المعالجين لدينا، من ذوي الاختصاص في علاج الفقدان والثكل وأصحاب الخبرة الكبيرة في هذا المجال. تشمل مضامين المحاضرة: البشارة المريعة، استعراض نظريّ في موضوع الفقدان وغيرها. المحاضرات مُلاءَمة بشكل خاصّ لاحتياجات جمهور الهدف ومميّزاته.
المواجهة في وقت الأزمة: نمرّر أيضًا تدخّلات جماعيّة، محاضرات ولقاءات حوار في أعقاب الأزمة أو الفقدان للطواقم المهنيّة وللجمهور العامّ. تجري ملاءمة هذه اللقاءات لاحتياجات الزبائن وتشمل: نماذج للتعامل مع الضغط وأدوات للحفاظ على المناعة، ورش مرافقة روحانيّة، التعرّف على حالات الضائقة في أوساط الموظّفين، ورش لإدارة الغضب وتدخّلات مهنيّة في طواقم- في أعقاب وفاة فجائيّة لأحد الموظّفين.
الحياة الأسريّة والعلاقات الزوجيّة: نمرّر أيضًا لقاءات حوار ومحاضرات في موضوع الحياة الأسريّة والعلاقات الزوجيّة، تُعطى هذه المحاضرات من قِبل المعالجين الزوجيّين والأسريّين من طاقمنا وتشمل التطرّق إلى الأبوّة في الأوقات الروتينيّة والطوارئ، الإشارة الخاصّة للأبوّة في ظلّ فيروس كورونا، الأبوّة، الحياة الزوجيّة والجنسيّة في ظلّ مرض خطير، مميّزات جيل الساندويتش وغيرها. يمكن إجراء اللقاء كمحاضرة أو بدلًا من ذلك لقاء يتيح المشاركة، الاستشارة و "إرشاد الأهل".